شهدت منطقة القصيم في الأيام القليلة الماضية حادثة جنائية تعتبر من أبشع ما شهدته المنطقة ليس في أبعادها فقط وما آلت اليه، ولكن في الأسلوب الاجرامي الذي مورس في هذه الجريمة الذي ترفضه وتأباه الأنفس البشرية فضلا عمن يدعي الاسلام، كما أنها أظهرت القدرة الفائقة في استجواب المتهمين والوصول للحقائق من قبل أعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام تحقيقاً لمبدأ العدالة الجنائية.
وذلك عندما تفاجأت ربة أسرة ببريدة أن رأس طفلتها التي تبلغ ستة أشهر يتقاطر منه دم وسط صراخ من الطفلة والتي فيما بعد انقطع صوتها لتسارع الأم مع والد الطفلة بنقلها لقسم الطوارئ بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة والذي تجلت فيه مدى الفاجعة للأسرة، حيث أوضح الدكتور أن الطفلة وعبر الاشعات المتعددة تحمل في رأسها إبرتين غرستا في الهامة، ليسارع الوالد بنقل ابنته لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ليتقرر اجراء عملية جراحية لرأس الطفلة لاخراج الإبرتين وسط تخوف كبير من مدى سلامة الطفلة سواء مما أحدثته الإبرتان وما تخلل طريقهما في الرأس وتبعاته من نزيف دموي نظرا لحساسية موقع الإبرتين أو من جراء العملية وخطورة موقعها كذلك.. إلا ان الأب ورغم ما يعيشه وقتها من فجيعة في طفلته وصراع نفسي كبير جراء المتسبب فيما حدث إلا أنه قرر وبايمان تام الموافقة على ذلك ليسلم فلذة كبده وقد اغرورقت عيناه بالدمع رحمة على الطفلة المسكينة لاستشاري جراحة المخ والأعصاب عصام الشعيل، الذي أمضى مع الطفلة سبع ساعات وسط المشارط وطنين الأجهزة في غرفة العمليات ليخرج زافاً البشرى لوالدها الذي ظل طوال ساعات الليل المتأخرة يجوب ممرات المستشفى الخالية من المارة ينتظر الفرج من الله والذي جاءه على يد المفخرة السعودية بأن الله لطف بطفلته وان ما تعرضت له لن يؤثر على مراكز المخ ووظائفه وقد تم استخراج الإبرتين من رأسها. ظلت بعد ذلك بضعة أيام في العناية المركزة ثم النقاهة بعدها قرر الطبيب المعالج خروج الطفلة لمنزل والدها سليمة معافاة.
هيئة التحقيق والادعاء العام بالقصيم كانت قد باشرت اختصاصها ممثلة بدائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس لمعرفة المتسبب في ذلك وتم ايقاف الخادمة التي تعمل في منزل الأسرة حيث تشير إليها أصابع الاتهام وكانت في بداية الأمر منكرة تماما لكل ما وجه اليها إلا أنه وبالاستجواب المركز معها من قبل محقق القضية ملازم تحقيق عبدالعزيز القفاري اعترفت بجريمتها موضحة انها كانت تتحين الفرصة السانحة لتنفيذ جريمتها والتي من خلالها لا يمكن ان تتهم بشيء بحيث لا تكون هي آخر من حمل الطفلة.
مشيرة الى أنها عثرت في المنزل على علبة صغيرة تحوي على عدد كبير من إبر الخياطة والتي يزيد طول الواحدة منها على اثنين سنتمتر وعندما كانت الطفلة المغدورة مستلقية بجانب أختها التي تكبرها بخمس سنوات أخذ الإبرتين وغرست كل واحدة على حدة في رأس الطفلة وتضغطها باصبعها الى ان تغيب داخل الرأس وسط غفلة من البنت الصغيرة وقد اختارت هامة الرأس حسب افادتها كونها منطقة لينة ممكن ان ينفذ من خلالها أي جسم خارجي.
وعن دوافع ارتكابها لهذه الجريمة ذكرت في محصلة أقوالها أنها تعيش في بلدها حيث أنها تحمل الجنسية الأسيوية ظروفاً صعبة وان هناك طفلة قريبة لها علمت أنها تعرضت لكسر في احدى رجليها وهي تقرب سناً من ابنة كفيلها.
كفيل الخادمة الجانية ووالد الطفلة ذكر ل«الجزيرة» ان الخادمة كانت تعامل على أحسن حال وأنه لا يجد سراً لارتكابها فعلتها إلا أنه في الأخير شكر المولى جلت قدرته على سلامة ابنته كما شكر لجهة التحقيق جهدها الى ان وصلت للحقيقة التي طمأنت باله